Translate

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

الإمام العلامة أحمد بن محمد الشرفي




بقلم المهندس/ ماهر الشرفي
هو السيد العلامة المجتهد المجاهد والورع العابد الزاهد أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي.
ينتهي نسبه إلى الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ثم إلى الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام. من مواليد العام 975 هـ في الشاهل من بلاد الشرف.
 أحد أعلام أهل البيت بل من أعلام الأمة الإسلامية. هاجر رحمه الله إلى الإمام القاسم بن محمد ودرس على يديه ولزمه وجاهد بين يديه ثم لزم ولده الإمام المؤيد بالله من بعده.
عُرِف العلامة الشرفي بتبحره في جميع العلوم حيث كان عالما أصوليا فقيها اديبا شاعرا متبحرا في شتى أنواع العلوم حتى عرف بـ(سيد المحققين).
له مؤلفات في الأصول (منها شروح الأساس)، وفي الفقه (منها ضياء ذوي الأبصار في أدلة مسائل الأزهار)، وفي التأريخ (منها اللآلي المضيئة في تاريخ أئمة الزيدية) وكذلك في الطب، وجميعها تشهد بسعة اطلاعه وقوة ملاحظاته.
كان نبيها فطنا؛ ومن الروايات التي تروى في ذلك أنه مر خلال سفره إلى الإمام القاسم بشجرة الأراك وكان يستاك بشجرة الأراك وكان يستاك بشجرة أخرى فلما رآها ترك ما كان في يده وأقبل على شجرة الأراك وهو يقول:
أتحسب أني يا أراك أراكا .... وآخذ يوما للسواك سواكا
 ومن محاسن شعره رضوان الله عليه قوله لبعض قرابته يحضه على طلب العلم والكدح فيه:
أيا صاح كم بين امرئ ذي شهامة .... له همة تعلو على الكوكب العالي
عشيق خبيات المعاني متيم .... بأبكارها صبٌّ بها غري مكسال
 يرى حلق التدريس روضة جنة .... يقطف من حافاتها الثمر الحالي
وآخر أعشاه امرئ القيس إذ عشى .... بعشق هوى نفس وربة أحجال
فقال لها والله لا أبرح قاعداً .... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
تتلمذ على يديه العديد من الطلبة النجباء الذي كان لهم الدور في النهوض باليمن ومحاربة الفساد والمفسدين، منهم الإمام المؤيد بالله محمد بن الإمام القاسم بن محمد وصنوه الأمير الحسين صاحب الغاية في أصول الفقه، وصنوهما أحمد، وكانوا أئمة علم وجهاد، ومن تلامذته أحمد بن محمد لقمان، وإبراهيم الجحافي، وأحمد بن سعد الدين المسوري، وعزالدين دريب وغيرهم، وقد سكن شهارة ثم انتقل إلى معمرة، وعكف على التدريس، والتأليف، ونشر علوم آل محمد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وتوفي بها في العام 1055 هـ وقبره بها مشهور مزور. فرحمه الله رحمة الأبرار وجزاه عن أمة محمد خير الجزاء.
المصادر:
- أعلام المؤلفين الزيدية
- النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
نقلاً عن مجلة مفتاح المجد العدد(5) 15 جماد الثاني 1433 هـ

العلامة علي بن إبراهيم الشرفي المشهور بالعالم (ولد ٩٣٠ هـ - ت ١٠٣٢ هـ)




بقلم// حمود عبدالله الأهنومي
هو العالم (علي بن إبراهيم بن علي بن المهدي بن صلاح بن علي بن أحمد بن محمد بن جعفر–ومحمد بن جعفر هو المقبور في جبل حرام من بلاد الأمرور- وينتهي نسب العالم إلى الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام، ولد بهجرة الجاهلي (وتقع اليوم في مدينة الشاهل) يوم الخميس ١٣ صفر سنة ٩٣٠ ه، ونشأ بها ويبدو أنه كان يتيما ولهذا تربى برعاية عمه السيد العلامة صلاح الدين بن علي بن المهدي القاسمي،متولي القضاء والأوقاف من جهة الإمام شرف الدين عليه السلام في بلاد الشرف الأسفل.
تلقى العالم علومه الأولية في بلده الشاهل، ثم هاجر إلى صنعاء فتتلمذ على يد العلامة محمد بن عبد الله راوع في الأزهار وشرحه لابن مفتاح، وفي مفتاح الفائض للعصيفري وشرحه للناظري، ثم عاد إلى بلده، ولما ضعفت وطأة دولة
الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين، ونزع بعض الأشراف في صعدة إلى الاستقلال اضطر بعض أهل وادي علاف من الأشراف ومن بني عقبة أن يتركوا بلدهم وحطت بهم الرحال في جناب هذا العالم الشرفي، وكان رجلا كريما معطاء، غير أن الأهم أنه لما عرف أهليتهم العلمية عكف عليهم دراسة مستغلا وجودهم لديه؛ فاستفاد منهم علما عظيما؛ ثم أصبح كعبة الطلاب المسترشدين للتعلم عليه، وهذا يدل على صفات عظيمة كانت عماد ملامح شخصيته الفذة ومنها الجود والتواضع والنهمة في طلب العلم والتضحية في سبيل العلم.
ويبدو أن طلاب الشرفين آنذاك حطوا بجنابه ينهلون العلم لديه؛ ورغم ندرة الكتابات التاريخية عن بلاد الشرف إلا أن ما وصلنا من أسماء بعض طلابه وهجرهم التي أقبلوا منها يدل دلالة واضحة على انتشار العلم بصورة كبيرة؛ ومن طلابه الذين ذكرهم التاريخ - على غمطه للشرفين ورجالها - العلامة الهادي بن الحسن من هجرة بني أسد (منطقة حجر المحابشة)، والزاهد شمس الدين يونس بن صلاح من (هجرة أسلم ناشر)، والسيد العلامة أحمد بن الحسين بن علي من (هجرة الخواقعة) في الشاهل نفسه، ويكفيه شرفا أن بدأ الإمام الثائر المنصور القاسم بن محمد حياته العلمية لديه، وقرأ كتاب الأزهار، وقد كان الأزهار وتذكرة النحوي وبيان ابن مظفر أهم الكتب الفقهية التي عني بها العالم الشرفي.
لقد رأى بلديه وقرينه المشهور بالعابد وهو العلامة علي بن إبراهيم العابد – وستأتي ترجمته لاحقا - في المنام أنه وقع بالمسلمين خطب فهرب الناس منه، ووجد نفسه يهرب معهم بينما لاحظ أن العالم علي بن إبراهيم الشرفي كان مشغولا بمساعدتهم، ولما عرض عليه منامه فسره بأنه (أي العابد) يهتم بأمر عبادته ونفسه، بينما كان العالم مهتما بأمور المسلمين العامة؛ وهو ما يشير إلى عنايته بقضايا المسلمين ورفضه للظلم والبغي؛ فحينما حكم غوث الدين بن المطهر بن شرف الدين الناس في بلاد الشرف بالظلم من مقره في (قفل مدوم) بكحلان الشرف وظهرت بعض المنكرات - ذهب جمع من الناس إلى المترجم له إلى هجرته (الجاهلي) وقرينه العابد طالبين منهما الجهاد ضد هؤلاء الذين يظلمون الناس ويحكمون فيهم بالجهل والطاغوت بدون علم ولا معرفة، ويتعسفونهم في الجبايات المالية، ولقي قبائل المحابشة استجابة سريعة من العالم والعابد الشاهليين، وانتهت تلك المحاولة باستكانة القبائل مرة أخرى إلى الظالمين؛ مما اضطره إلى الهجرة إلى حجور حتى قيام الإمام الثائر الحسن بن علي بن داود ضد الأتراك المحتلين.
ويذكر التاريخ أن الإمام الناصر الحسن بن علي بن داوود بسط نفوذه على أرجاء اليمن ما عدا مدينة صنعاء فقد بقيت تحت حكم الأتراك، ثم أعاد الأتراك الكرة فأسقطوا كل تلك البلدان ولم تثبت في يد الإمام إلا بلاد الشرفين والأهنوم وعذر، وتحركت حملة عسكرية ضخمة انتهت بالقبض على الإمام الناصر محصورا في الأهنوم وبعض الأمراء آل شرف الدين ونفيهم إلى القسطنطينية، ليقضوا بقية أعمارهم هناك؛ في حين لجأ العالم الشرفي إلى التدريس وإرشاد الناس حتى إطلاق الإمام القاسم بن محمد شرارة الثورة ضد الأتراك من سوق طهنة الذي يعرف اليوم بالسوق القديم؛ وهو ما لقي تأييدا وحماسا شديدا من شيخه العالم الشرفي فأرسل إليه الرجال والأموال نصرة للحق والمحقين؛ وبقي على مسلكه الجهادي والدعوي حتى لقي ربه سنة ١٠٣٢ هـ بهجرته وعليه مشهد خربه الأتراك في أيام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين، ثم قام وكيل أوقاف الشاهل أحمد حسن الجرب بخلفية وهابية بتدمير ضريحه والأضرحة التي بجواره وتسويتها بالأرض.
جدير بالذكر أن العالم خّلف ولدين عالمين هما محمد وإبراهيم رحمهما الله، ولا يزال في ذريته حتى اليوم من يحمل مشاعل العلم ويعشق المعرفة، ومنهم من تأثر بالوهابية ومنهم وكيل الأوقاف المذكور.
تنبيه:
 أرجو ممن لديه وثيقة تاريخية كالعرائض والشروح والولايات والمكاتيب أو أي وثيقة تاريخية التي كانت تصدر من الموظفين الرسميين إلى معاصريهم أو بين طرفين فاعلين في التاريخ والتي تتحدث عن تاريخ وأحداث الشرفين إرسالها إلينا ليتم الاستفادة منها في إعادة صياغة تاريخ الشرفين الذي يعاني من الضياع والتجهيل شعبيا ورسميا.
نقلاً عن مجلة مفتاح المجد العدد (7) 30 رجب 1433 هـ

المهلا بن سعيد القدمي النيسائي الشرفي (عاش في القرن العاشر الهجري)




بقلم/ حمود عبدالله الأهنومي
ورد نسبه في كتب التراجم بـ( المهلا بن سعيد بن محمد بن علي القدمي النيسائي الشرفي) وفي نسبته إلى قدم ثم إلى نيساء ثم إلى الشرف التي استقر بها ما يشير إلى أماكن توطُّنه وتوطن أسلافه من أسرته وإلى الهجرات الإيجابية لبعض الأسر اليمنية سريعا من مكان إلى آخر، ولا ندري سببا آخر اجتذب هذه الأسرة من (نيسا) إحدى مناطق مديرية المغربة اليوم إلى بلاد الشرف سوى تلك الهجر العلمية المنتشرة في ذلك العصر في بلاد الشرفين ومنها هجرة الوعلية والشجعة والقزعة والشعارية وبني أسد وغيرها، والتي ربما كانت السبب الأبرز لاجتذاب هؤلاء النيسائيين؛ إذ أنه من خلال وثيقة تاريخية رسمية بين الإمام شرف الدين وهذه الأسرة وردت في مطمح الآمال نص تّ بوضوح على استمرار ارتباط هذه الأسرة بمهدها (نيسا) حتى إلى ما بعد تاريخ الإمام شرف الدين، وقد كانت هجرة الوعلية صيفا وهجرة الشجعة شتاء مستقر هؤلاء النيسائيين العلمية، وهم من أطلق عليهم (آل المهلا) لاحقا.
تعلم المهلا بن سعيد في أصول الدين على يد السيد العلامة محمد بن الهادي النعمي المتوفى قبل 936 ه والمدفون في قبة بني خضير في القزعة، كما تتلمذ في الفقه  والفرائض والنحو على السيد العلامة عبد الله بن القاسم العلوي والسيد العلامة علي بن الإمام شرف الدين الذين يبدوان أنهما استوطنا هجرة الوعلية في ذلك الحين، كما أخذ في كتب الزهد والأخلاق عن السيد علي بن إبراهيم الذي كان يقطن هجرة (بني أسد) في منطقة حجر، ويبدو أنه شد رحاله نحو هجرة (الظفير) فأخذ عن الشيخ الفقيه إبراهيم بن أحمد الراغب لا سيما في علوم العربية، إضافة إلى أن أحد أسانيد الزيدية كان عن طريق المهلا بن سعيد روايةً عن السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير صاحب كتاب الفلك الدوار، وعنه أخذ أيضا. وورد في طبقات الزيدية ما يشير إلى أنه أخذ أيضا عن السيد عبد الله بن الإمام شرف الدين.
ويتضح من خلال هذه القائمة العملاقة من شيوخه العلماء أنه نال قسطا كبيرا من العلوم في مختلف أنواعها، ولهذا فقد كان ولده شيخ الإسلام وقاضي القضاة والذي أطلق عليه لقب (تفتازاني اليمن) عبد الله بن المهلا (ت 1028 هـ)أحد أبرز تلامذته، وبحسب قائمة مقروءات هذا الولد على أبيه المترجم له نجد أنه كان عالما كبيرا وو صُ فِ بأنه عالم ثبت محقق، وقد اتخذ من هجرة الوعلية مكانا لنشر العلم الشرعي المعهود في ذلك الزمان.
ويبدو أنه مع علماء آخرين جعلوا بلاد الشرفين في ذلك الحين منارة علمية أجبرت أعلام اليمن أن تحط رحالها في هجرهم؛ فقد وفد إلى هجرة الوعلية الإمام الحسن بن علي بن داوود، وقرأ على شيوخها، وزامل ولد المترجم له القاضي عبدالله، كما كان من أبرز شيوخ هذه الهجر الهادي الوشلي النعمي، والسيد عبدالله بن القاسم العلوي، وآخرون، وفي هجرة الشجعة لاحقا سيهاجر الإمام القاسم بن محمد، وغيره من أعلام الفكر الإسلامي في اليمن.
فهل آن لشباب اليوم أن يعيدوا التاريخ الحضاري الرائع لهذه البلدة الطيبة، وأن يتسابقوا إلى علياء الكرامة والمجد، ويبنوا ما كانت أوائلهم تبني؟ هذا ما ستجيب عنه الهمم العالية والطموحات القوية المرتكزة على العمق الحضاري والالتزام الديني لشبابنا الأعزاء.
المصادر:
مطلع البدور لابن أبي الرجال، ومطمح الآمال للحسين بن ناصر المهلا، وطبقات الزيدية الكبرى لإبراهيم بن القاسم بن المؤيد بن القاسم.
نقلاً عن مجلة مفتاح المجد، العدد(6) رجب 1433 ه÷

فضيلة العلامة علي بن إبراهيم (العابد) المتوفي سنة 983 هـ



بقلم/علي العابد وحمود الأهنومي
هو السيد العلامة العابد السجاد، بقية الأبدال، ورأس الزهاد، جمال الدين علي بن إبراهيم -الملقب بالعابد - بن علي بن محمد بن صلاح ...ينتهي نسبه إلى محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم*.
ارتحل لطلب العلم إلى جهات بعيدة؛ فقد أخذ القرآن على بعض علماء (بيت الفقيه) ابن عجيل بتهامة، وأقام فيه مدة لقراءة القراءات السبع والعربية، وشارك السيد العلامة علي بن إبراهيم (العالم) في كل فضيلة، وأقاما بـ(صنعاء) لقراءة الفقه، ومن مشائخه هو والسيد (العالم) الفقيه عبد الله بن علي راوع.
وهو صاحب المقامات السامية في الزهد والعبادة؛ غلب عليه اسم "العابد" لكثرة عبادته، واعتزاله الناس، وتلاوة القرآن بتأدية لم يسمع في وقته أحسن منه بترتيل وتأمل للمعاني، وكان من أعيان العلماء، له في كل فن مشاركة حسنة، اشتغل بأنواع الطاعات، واستفاد عليه خلق، وكانت له هيبة أهل التقوى، وجلالة في القلوب، وكان يحيي الليل عبادة، وتلاوة للقرآن، ومن عجائبه أنه كان يتسوق الأسواق لا لحاجة دنيوية، بل ليصلي في كل مسجد على الطريق، وليدعو في السوق بالدعاء المأثور، وهو:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير".
واتفقت له قضية عام حجه إذ انقطع عن القافلة، فلقيه أسد يتنصنص له بلسانه، ويعسل بذنبه، كالشاكي عليه، وتبدو دموعه سائلة، فسار معه والأسد يتقدمه، فكان إذا أبطأ العابد – رحمه الله - انتظره الأسد حتى بلغ إلى الأجمة، وإذا هنالك لبوة في يدها شظية قد شاكتها، وورمت يدها، فوثب الأسد على ظهر اللبوة ليمسكها حتى يتمكن العابد من إخراج الشظية، وأخذ السيد شفرة حادة مرهفة كانت معه، وشق يدها، واستخرج الصديد، ثم استخرج الشظية، وخرج فصحبه الأسد حتى لحق بالقافلة.
ولما رجع من صنعاء إلى بلده، أقام فيه للتدريس والعبادة، حتى توفي المطهر بن الإمام شرف الدين سنة ثمانين وتسعمائة من الهجرة النبوية، وحين أفلت زمام العدل في بلاد الشرفين كما ذكر في ترجمة العالم الشرفي في العدد السابق طلب أهالي المحابشة من السيد العابد الاحتساب لدفع الظالمين فقام بالأمر هو وتلميذه علي بن إبراهيم العالم وكان ما ذكر في ترجمته، ولما نكصت القبائل عن نصرته هاجر إلى عفار للتدريس ونشر العلم، وبقي هناك على التدريس بهجرة كحلان تاج الدين حتى توفي بـ (صبر) من أعمال عفار بألم الطاعون سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة*، وكان قد أوصى أن يقبر بجوار القاضي الزاهد عبد الله بن زيد العنسي، فاختلف أهالي كحلان وأهالي بني موهب كلٌّ يريد دفنه في بلاده وكادت تحدث فتنة لولا تدخل أحد الولاة هناك بينهم، واستقر الأمر بأن د فُن بعرقة عفار، ثم نقله حفيده ولد السيد علي بن الحسين بن علي في شوال سنة ثلاث وثلاثين وألف إلى هجرة القويعة، وعمرت عليه قبة، وبنى حفيده بجانبها جامعاً كبيراً رحمة الله عليه، وصارت القويعة من أهم هجر العلم والمعرفة في الشرفين.
وخلَّف الحسين بن علي، والحسن بن علي، وقد أعقب الحسين بن علي خمسة أولاد، وأعقب الحسن ولدا اسمه عبد الله، كما خلّف بنتا تزوجها الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد وأنجبت ولديه الأسدين الغضنفرين والقمرين النيرين والعالمين المجاهدين الحسن والحسين سلام الله عليهما، والأخير هو صاحب كتاب الغاية في أصول الفقه الذي قاد مع أخيه الحسن وأخيهما الأكبر الإمام المؤيد معارك ضارية في سبيل تحرير اليمن من حكم الأتراك، ولما دعا الإمام القاسم سلام الله عليه إلى الله عز وجل مجاهدا للطغاة من الأتراك ترك ولديه عند أخوالهم ابني العابد إذ كان في مرحلة التخفي في بداية مشوار جهاده.وجدير بالذكر أن أسرة آل العابد الشهيرة في الشاهل هم من ذرية المترجم له.
--
المصادر: مطلع البدور، وطبقات الزيدية الكبرى، والنبذة المشيرة، والجواهر المضيئة، وبلوغ الأرب
*وقع خطأ في طبعة طبقات الزيدية أنه توفي سنة 933 هـ رغم أنه ورد فيها أنه هاجر إلى عفار بعد وفاة المطهر سنة 980 هـ؛ الأمر الذي يرجح ما ورد في المصادر الأخرى ومنها مطلع البدور والجواهر المضيئة ويؤكد تصحف ما ورد في طبعة الطبقات.
نقلاً عن مجلة مفتاح المجد، العدد(8) مديرية المفتاح-حجة، 15 شعبان 1433هـ
* السيد علي بن إبراهيم بن علي بن المهدي بن صلاح بن علي بن أحمد بن الإمام محمد بن جعفر القاسمي المعروف بالعالم الشرفي ومحمد بن جعفر المذكور في نسبه هو المقبور في جبل حرام من الشرف مشهور مزور عليه قبة عظيمة ابن الحسين بن فليته بن علي بن الحسين بن أبي البركات بن يحيى بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

فضيلة العلامة عائض محمد شعلان


عالم رباني، فقيه مجتهد
مولده في حدود العام 1334 هـ بقرية شعلان من أعمال عزلة بني مُجيع إحدى العزل التابعة لمديرية المحابشة بحجة، ووفاته في يوم السبت 9 شوال 1420 هـ، الموافق 15 يناير 2000.
أخذ عن علماء المحابشة، وكان من الطلاب النابهين والمثابرين في تحصيل العلوم الشرعية، وأصبح في بضع سنين الغرة الشاذخة في أعيان عصره، وحصل على إجازات علمية شاملة، ومن العلماء الذين أجازوه فضيلة العلامة محمد بن علي الشرفي.
عمل قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 في التدريس الديني، واستمر بعد الثورة في تدريس العلوم الشرعية الى جانب التدريس النظامي.
 تقلد العديد من المناصب منها مدير معهد ومدرسة "الحسنين" ببني مُجِيع، وتعرض خلال فترة عمله للكثير من المضايقات، وفي حدود العام 1992 أُحيل للتقاعد، فلزم بيته ومسجده واعظاً ومرشداً ومفتياً ومُصلحاً بين الناس.
له العديد من المؤلفات المخطوطة، منها:
لوامع الأنوار لكشف ما خفي على السائل المحتار عن الفرقة الناجية.

السبت، 27 يوليو 2013

لك الله يا علي ما أنصفوك في شيئ


"الامام علي بن أبي طالب عظيم العظماء، نسخة مفردة لم يرى الشرق ولا الغرب صورة طبق الأصل لا قديماً ولا حديثاً"..
بهذه الكلمات البسيطة اختصر الكاتب "شبلي شميل" حكاية الامام علي وشخصيته.. إنه وليد الكعبة وشهيد المحراب .. رجلٌ مهما حاول المرء الإلمام بصفاته وسجاياه فلن يستطيع ذلك..
في الهزيع الأخير من ليلة التاسع عشر من رمضان من سنة 40 هـ فُجعت الأمة بإقدام أشقى الأشقياء عبدالرحمن بن ملجم المرادي على إغتيال الإمام علي وهو خارج لأداء صلاة الفجر بجامع الكوفة .. فلق سيف الشقي هامة الوصي سال الدم على اللحية الطاهرة نظر الإمام إلى من حوله باسماً مستبشراً بلقاء ربه: ((فزت ورب الكعبة)).. وفي صبيحة ليلة الواحد والعشرين رحلة الروح الطاهرة الى بارئها لتحل ضيفاً طال إنتظاره إلى جوار الحبيب والحبيبة المصطفى وبضعته الطاهرة..
مؤامرة حاكتها الأيدي الأثمة .. نسجت خيوطها شيطانة الكوفة "قطا" ونفذها الشقي أخو مراد بعدما منته الشيطانة بالزواج منها إن هو أمهرها رأس أخو الصادق الأمين بِئست المقايضة ..
حسن سبط النبوة يلتقط أنفاس الفاجعة خاطباً في القوم:((لقد فارقكم في هذه الليلة، رجلٌ لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون كان يبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحرب وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره.. ))
وكانت أخر كلمات الوصي تشهد على حبه لهذه الأمة التي لم تعرفه حق المعرفة .. وعلى إخلاصه لهذه الأرض التي ما وفته حقه أبداً لا في الحياة ولا بعد الممات: ((الله الله في جيرانكم .. الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم .. الله الله في ما ملكت أيمانكم .. قولوا للناس حُسناً كما أمركم الله .. ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتولى ذلك غيركم وتدعون فلا يُستجاب لكم .. وعليكم بالتواضع والتباذل والتبار .. وإياكم والتقاطع والتفرق والتدابر ..))
العالم السني المصري محمود أبو ريه في كتابه القيم "أضواء على السنة المحمدية" تملكته الدهشه مما لحق الوصي من جفاء وتجاهل وغمط في حياته على قرب عهد من رسول الله ومن قوم يفترض أنهم الأكثر معرفة بحق ومكانة هذا الرجل وفي هذا نكتفي باشارة عابرة لما ضمنه هذا العالم السني المنصف حيث اثار الحديث في صفحة 249 عن تعمد المشايخ ومن تابعهم من المحدثة والرواة وكتبة التاريخ تجاهل ذكر اسم الامام علي فيمن قام بجمع القرآن رغم سابقته وأعلميته وأحجيته وإجماع الجميع على أنه أعلم الصحابة بعد رسول الله: ((... حقاً إن الأمر لعجيب .. وما علينا إلا أن نقول كلمة لا نملك غيرها، هي: "لك الله يا علي ما أنصفوك في شيئ!!!"))